عام

العزل المنزلي – يوم #1

يوم ١٤ مارس الماضي سافرت إلى الإمارات في رحلة “ضرورية” كان مخطط لها أن تكون في إبريل لكن غيرت الموعد مع تصاعد وتيرة إنتشار كورونا وبدأ الدول في أخذ بعض الإجراءات لمنع إنتشاره منها إلغاء الرحلات من وإلى بعض الدول، كان من المفترض أن تستغرق الرحلة ١٠ أيام لإنهاء بعض الإجراءات، لكن بعد حوالي ١٥ ساعة من وصولي أعلنت الإمارات تعليق الرحلات مع عدد من الدول منها تركيا بعد ٣ أيام!

بعد معرفتي بالخبر – بعدها بدقائق والفضل للصديق الذي أرسل لي الخبر – قمت فوراً بحجز تذكرة عودة لإسطنبول يوم ١٦ قبل أن تمتلئ الرحلات وهو الذي حدث بعدها بساعات!

كنت أفكر عند عودتي لإسطنبول أن أعزل نفسي في فندق لأسبوعين إحتياطاً، لكن ماذا عن الآكل والأشياء الأخرى التي قد أحتاجها!! هل سأعتمد على “دليفري”؟ إذن ما الفائدة من العزل! لو كنت مصاباً فسأنقله للشخص الذي ينتقل في كل أنحاء المدينة، أو ربما ينقله لي هذا الشخص! كذلك مع تسارع وتيرة إنتشار المرض لا أعرف ماذا ستكون الإجراءات التالية؟ ربما نصل لمرحلة حظر التجول كما حدث في بعض الدول!

فقررنا بعد قراءة بعض المقالات عن العزل المنزلي أن أعزل نفسي في المنزل، قامت زوجتي بتجهيز غرفة الأولاد لأن بها حمام خاص، نقلت كل متعلقات الأولاد خارجها ونَقَلت متعلقاتي إلى الغرفة وبعض الأشياء الأخرى التي قد أحتاجها مطهرات، أكواب بلاستيكية، مناديل، مياه للشرب.


في الطائرة وُزِعت علينا ورقة لنقوم بملئها، الإسم، العنوان، أرقام التواصل، ماهي الدول اللتي زرتها خلال ١٤ يوماً الماضية، هل إختلطت بمصاب بالكرونا؟ هل كان لديك أعراض مثل الحرارة، السعال، ضيق في التنفس.

عند وصولنا للمطار تم إجراء فحص حراري فردي لكل شخص على حدى وتم إخبارنا بأن نقوم بعزل أنفسنا منزلياً لمدة ١٤ يوماً مع عدد من التعليمات الأخرى.

ورقة التعليمات اللتي وزعت علينا

حسناً، مر أول يوم من العزل، تقريباً ضاع في النوم أو كما يقولون “الوقت الذي تستمتع بإضاعته ليس وقتا ضائعاً” :D

أستخدم مكتب تالين

نصيحتي وهذا ما قمت به قبل سفري إلى دبي، إلزم بيتك الفترة المقبلة، لا داعي للخروج إشتري بعض الطعام والأدوية التي تستخدمها تكفيك أسبوع أو إثنين وإلزم بيتك هذه الفترة، لا داعي للهلع ولكن خذ إحتياطك. هناك من يتحدث على أن المرض ليس خطيراً وأن هناك أمراض أخطر منه وأن نسب الشفاء عالية. شخصياً أرى أن خطورة هذا المرض هي في سرعة إنتشاره وتأخر ظهور علاماته، ربما إذا أصابك لا قدر الله تستطيع مناعتك الذاتية مقاومته ولكن في فترة إحتضانك له وحتى ظهور الأعراض ربما تقوم بنقله لشخص مريض مرضاً مزمناً أو شخص كبير في السن أو مناعته قليله، تنجو أنت ويهلك هو.

سأقضي هذه الفترة في إستكمال العمل على المشروع الجديد الذي تحدثت عنه سابقاً، سأكتب عنه خلال الأيام القادمة.

دعواتكم ودمتم بسلام.

‫۵ تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق